1- (آدم سميث ) يمهد لثورة اقتصادية جديدة

فيما قبل (آدم سميث ) كان اقتصاد العالم هو عبارة عن مجموعة من التجاريين الذين يعتقدون أن الثروة الحقيقية تكمن في البحث عن الذهب والفضة وتكديسهما، وقد تولى العبيد من خلال أعمال السخرة مهمة البحث تلك، وهو ما جعل (سميث ) يثور على ذلك النظام الاقتصادي الذي يجعل الأمم لا تتمتع بثرواتها الخاصة بينما تقع في أيدي فئة صغيرة من الأغنياء والأقوياء؛ لذا فقد أكد على ضرورة منح الأمم حريتها الاقتصادية والتجارية.

كانت التجارة أيضًا أهم الأشياء التي سعى (سميث ) لتحريرها، فأمم مثل (أسبانيا) و(البرتغال) قد قامت بإرسال مبعوثيها إلى الكثير من الأراضي للبحث عن الذهب والثروات المعدنية، وهو ما واجهته الأمم الأخرى في المقابل بتشديد الرقابة والعقوبات على تصدير الذهب والفضة، إلى إن تحولت تلك العقوبات في النهاية إلى شكل من أشكال القيود على حركة التجارة ككل فيما يعرف بالتعريفات الجمركية.

وقد كان (سميث ) يؤكد على ضرورة إلغاء تلك التعريفات لأجل الحرية الاقتصادية التي يجب أن تضمن للمرء الحصول على أي سلعة من أي مصدر، حتى وإن كانت سلعة أجنبية، دون أن يضطر لدفع المزيد من النقود نتيجة ارتفاع سعر السلعة بعد فرض التعريفات الجمركية عليها، وللمفارقة فإن (سميث ) الذي كان يدافع بحماسة عن التجارة الحرة وإلغاء الجمارك قد كان يعمل في الوقت نفسه موظفًا جمركيًا لمدة اثنتي عشرة سنة قام فيها بفرض الضرائب على كافة السلع، وسحق المهربين وتقييد التجارة التي يدافع عن حريتها.

2- اليد الخفية: حيث السوق عند (آدم سميث ) يحقق توازنه بنفسه

وفقًا لـ (سميث ) فإنه " من خلال سعيه الخاص خلف مصلحته الذاتية البحتة، يُقاد كل شخص بواسطة يد خفية لخدمة المصلحة العامة" هكذا نجد أن تلك العلاقة التي تجمع بين كل من العمال وأصحاب الأراضي والرأسماليين هي علاقة عمل مشترك يسعى فيها كل منهم لتحقيق مصلحته الذاتية، وهو ما يقود دون قصد إلى تحقيق التوازن في السوق الاقتصادي بشكل يجعله ليس في حاجة إلى تدخلات الدولة.

لكن تلك المصلحة الذاتية التي تعتمد عليها اليد الخفية - من وجهة نظر منتقديها - لا يمكن الوثوق بها إلى هذا الحد؛ حيث نجد أن المصلحة الذاتية غالبًا ما تقود إلى الجشع والأنانية، بالإضافة إلى الصراع الاجتماعي بين الرأسماليين، واستغلال الرأسماليين للعمال والاحتيال على المستهلكين، لكن يد (سميث ) الخفية ترى أن الرأسماليين والتجار يدركون تمامًا قيمة السمعة؛ حيث أن الخوف من خسارة الزبائن؛ وبالتالي خسارة الكثير من الأرباح هو ما يدفع التاجر إلى الانضباط الذاتي؛ فمصلحته الذاتية في النهاية مرتبطة تمامًا بمصلحة المستهلكين.

إن ذلك الترابط بين كل من مصلحة الرأسماليين ومصلحة المستهلكين يظهر أيضًا حين يبذل الرأسمالي الكثير من الوقت والجهد للبحث عن تفضيلات المستهلك واحتياجاته؛ كي يقوم الرأسمالي بتوفيرها وإنتاجها مما يضمن له تحقيق الكثير من الربح، وعلى هذا الأساس فإن الرأسمالي الناجح يوجه جهوده لا محالة نحو مهمة مساعدة وخدمة الآخرين، أي أن المصلحة الذاتية تقود مرة أخرى إلى خدمة الآخرين.

3- العلاقة بين الحرية الاقتصادية ومستوى معيشة الفرد: هل يستفيد الفقراء من تطبيق الاقتصاد الحر؟

4- ماركس يقود ثورة على الرأسمالية

5- (جون مينارد كينز ) الرجل الذي بعث الرأسمالية مرة أخرى إلى الوجود

6- موقف (كينز ) من (كارل ماركس ) و(آدم سميث )

7- من انتصر في النهاية من بين هؤلاء الثلاثة الكبار؟